يقوم أغنياء الصين الذين يرغبون بنقل ثروتهم إلى خارج البلاد بالاستعانة بطاقم غير اعتيادي من النحاتين، والرسامين والخطاطين.
شراء الفنون الجميلة باتت تمثل صيحة جديدة في العالم السري لغسل الأموال في الخارج، فيما يكمل هذا النشاط غير الشرعي، أموال الكازينوهات في مكاو، والفواتير التجارية المزورة.
تدفق الأموال إلى خارج البلاد يحدث بالرغم من احكام بكين لسيطرتها على رأس المال، حيث حددت المبالغ التي يمكن للفرد نقلها خارج الصين ب 50 ألف دولار في السنة.
وأصبحت تجارة الفنون آلة لغسل الأموال لأن أسعارها غير معروفة أو محددة، والقطع الفنية يمكنها أن تعبر الحدود بسهولة، وحتى الخبراء لا يمكنهم تحديد ما إذا كانت مزورة أم حقيقية. والدفع نقدا هو الطريقة الرائجة للشراء، ما يجعل تعقب الأموال من أين أتت وإلى أين اتجهت أمرا في غاية الصعوبة.
فقد نمت صناعة الفنون للتجاوز الـ 15 مليار دولار، ومهد ذلك الطريق للمجرمين لتغطية نشاطاتهم غير الشرعية.
وتقول ليندا البرتسون المديرة التنفيذية لجمعية بحوث الجرائم بحق الفن إن "الاساس في نجاح أي مغامرة لغسيل الأموال هي السرية.. وعدم وجود وثائق محددة " وتضيف أن " هذا ما يجعل الطبيعة السرية لسوق الفنون بشكل عام، والسوق الصيني بشكل خاص، مثاليا لتغطية النشاطات غير الشرعية."
وهذه هي الطريقة التي تتم بها العملية : ثري صيني يشتري قطعة فنية في بلده الأم، ثم يبيعها بمبلغ خيالي خارج الحدود... والمكسب، بالعملة الصعبة طبعا، يذهب إلى جيبه.
طريقة أخرى تتم فيها شراء عمل فني من خارج الصين، بسعر مبالغ فيه عن طريق شخص مساعد ومتعاون بشكل وثيق، بحيث يتم اقتطاع جزء بسيط يشكل ثمن العمل، ثم يودع الباقي في حساب في بنك خارج البلاد باسم الشخص المشتري . وإذا ما جاءت السلطات لتدقق في الأمر فمن السهل عليه أن يبرز وصل الشراء والعمل الفني الذي اشتراه حتى لو كان تم انتاجه لغاية غسيل الأموال فقط.
ووفقا لـ ستيف ديكنسون، المحامي المقيم في الصين ويعمل لصالح " هاريس و مور" فإن المكيدة تقع بسبب صعوبة تحديد أسعار القطع الفنية، ما يجعل أي مراجعة للمشتريات حتى من قبل الحكومة الصينية، لتوجيه الاتهام أمرا صعبا " إنها جميلة فحسب، لأنه لا أحد يمكن أن يتحداك في السعر، يمكن أن تكون خمسة دولارات أو خمسين مليون دولار."
ووفقا للمجموعة الأمريكية للدفاع عن نزاهة التمويل الدولي، فإنه من الصعب معرفة كمية الأموال التي تم تحويلها خارج الصين عن طريق استخدام الفنون الجميلة، ولكن المدهش أن هناك أكثر من تريليون دولار كرؤوس أموال تم اكتسابها بطرق غير شرعية، أو نقلها خارج الصين بين عامي 2002 و 2011.
اثنتان من أكبر دور المزاد في العالم، كرستيز و سوثبي، رفضا التعليق على كيفية حماية المبيعات من النشاطات الجرمية، وهما شركتان لهما أعمال رئيسية في الصين.
يقول ديكنسون "إنها مسألة تتعلق بكبريات الشركات، وأشخاص مهمين كبار يغسلون مبالغ طائلة من النقود"، ويضيف بأن أغنياء الصين "يريدون إرسال جميع أفراد عائلاتهم إلى الخارج، وما أن يصبحوا في الخارج كيف يعيشون ؟ يشترون فيلا في جنوب فرنسا، يرسلون أطفالهم إلى اكسفورد، ويركبون سيارات همر.. تعلمون ، هذا مكلف."
أما بالنسبة لصناعة الفن الحقيقية، فإن النشاطات غير المشروعة تسبب الصداع، فبعض خبراء هذه الصناعة يقولون إن الطريقة الوحيدة للتخلص من الجريمة بحق الفن هي تنظيف البلاد من الفساد
من طرف Editor |  نشر في : 9:23 ص
يقوم أغنياء الصين الذين يرغبون بنقل ثروتهم إلى خارج البلاد بالاستعانة بطاقم غير اعتيادي من النحاتين، والرسامين والخطاطين.
شراء الفنون الجميلة باتت تمثل صيحة جديدة في العالم السري لغسل الأموال في الخارج، فيما يكمل هذا النشاط غير الشرعي، أموال الكازينوهات في مكاو، والفواتير التجارية المزورة.
تدفق الأموال إلى خارج البلاد يحدث بالرغم من احكام بكين لسيطرتها على رأس المال، حيث حددت المبالغ التي يمكن للفرد نقلها خارج الصين ب 50 ألف دولار في السنة.
وأصبحت تجارة الفنون آلة لغسل الأموال لأن أسعارها غير معروفة أو محددة، والقطع الفنية يمكنها أن تعبر الحدود بسهولة، وحتى الخبراء لا يمكنهم تحديد ما إذا كانت مزورة أم حقيقية. والدفع نقدا هو الطريقة الرائجة للشراء، ما يجعل تعقب الأموال من أين أتت وإلى أين اتجهت أمرا في غاية الصعوبة.
فقد نمت صناعة الفنون للتجاوز الـ 15 مليار دولار، ومهد ذلك الطريق للمجرمين لتغطية نشاطاتهم غير الشرعية.
وتقول ليندا البرتسون المديرة التنفيذية لجمعية بحوث الجرائم بحق الفن إن "الاساس في نجاح أي مغامرة لغسيل الأموال هي السرية.. وعدم وجود وثائق محددة " وتضيف أن " هذا ما يجعل الطبيعة السرية لسوق الفنون بشكل عام، والسوق الصيني بشكل خاص، مثاليا لتغطية النشاطات غير الشرعية."
وهذه هي الطريقة التي تتم بها العملية : ثري صيني يشتري قطعة فنية في بلده الأم، ثم يبيعها بمبلغ خيالي خارج الحدود... والمكسب، بالعملة الصعبة طبعا، يذهب إلى جيبه.
طريقة أخرى تتم فيها شراء عمل فني من خارج الصين، بسعر مبالغ فيه عن طريق شخص مساعد ومتعاون بشكل وثيق، بحيث يتم اقتطاع جزء بسيط يشكل ثمن العمل، ثم يودع الباقي في حساب في بنك خارج البلاد باسم الشخص المشتري . وإذا ما جاءت السلطات لتدقق في الأمر فمن السهل عليه أن يبرز وصل الشراء والعمل الفني الذي اشتراه حتى لو كان تم انتاجه لغاية غسيل الأموال فقط.
ووفقا لـ ستيف ديكنسون، المحامي المقيم في الصين ويعمل لصالح " هاريس و مور" فإن المكيدة تقع بسبب صعوبة تحديد أسعار القطع الفنية، ما يجعل أي مراجعة للمشتريات حتى من قبل الحكومة الصينية، لتوجيه الاتهام أمرا صعبا " إنها جميلة فحسب، لأنه لا أحد يمكن أن يتحداك في السعر، يمكن أن تكون خمسة دولارات أو خمسين مليون دولار."
ووفقا للمجموعة الأمريكية للدفاع عن نزاهة التمويل الدولي، فإنه من الصعب معرفة كمية الأموال التي تم تحويلها خارج الصين عن طريق استخدام الفنون الجميلة، ولكن المدهش أن هناك أكثر من تريليون دولار كرؤوس أموال تم اكتسابها بطرق غير شرعية، أو نقلها خارج الصين بين عامي 2002 و 2011.
اثنتان من أكبر دور المزاد في العالم، كرستيز و سوثبي، رفضا التعليق على كيفية حماية المبيعات من النشاطات الجرمية، وهما شركتان لهما أعمال رئيسية في الصين.
يقول ديكنسون "إنها مسألة تتعلق بكبريات الشركات، وأشخاص مهمين كبار يغسلون مبالغ طائلة من النقود"، ويضيف بأن أغنياء الصين "يريدون إرسال جميع أفراد عائلاتهم إلى الخارج، وما أن يصبحوا في الخارج كيف يعيشون ؟ يشترون فيلا في جنوب فرنسا، يرسلون أطفالهم إلى اكسفورد، ويركبون سيارات همر.. تعلمون ، هذا مكلف."
أما بالنسبة لصناعة الفن الحقيقية، فإن النشاطات غير المشروعة تسبب الصداع، فبعض خبراء هذه الصناعة يقولون إن الطريقة الوحيدة للتخلص من الجريمة بحق الفن هي تنظيف البلاد من الفساد
0 التعليقات: